الاثنين، 1 يوليو 2013

فى العيد الأول قُربًا !

أكتب إليك فى العام الثالث حُبًا, و الثانى شوقًا, و الأول قُربًا ..

أكتبُ إليكَ اليوم و أنا فى رحاب حُبك منذ ثلاثة عوام, أتذكر كيف كان هذا اليومُ الأول.
كنت لازلت صغيرة, و لم أزل للحق صغيرة, و لا أود أن أحمل هم الكِبَر و أنت هُنا حبيبٌ بطول العُمر.
أعرف عنك الآن أضعاف ما كنت أعرفه حينها, و لكن الذى لم يتغير أبدًا هو حُبى لَك, فرحى لرؤياكَ و انقباض قلبى عند وداعك.
كاليوم الأول الذى تركتنى فيه على رصيف محطةٍ وَحِشَة, التهم طريق قضبانها الممتد إلى اللانهاية القطار الذى يحملك و غابت كفك الملوحة لى و ذابت صورتك متماهية ما بين سرعة القطار الغاشم و دموع تستحى أن تترك مقلتاى و تواجه العامة عن الرصيف.
كم هم فضوليين هؤلاء العامة عندما  تحب أن تمتلك الكون وحدك, و كم هم بشعون عندما تغمرك السعادة و تمر بينهم لتمرر الإبتسامات.
لم تكن صورتك قد انطبعت داخل ذاكرتى بعد, لكن حُبك الذى قد خُلِق بداخلى خلقة كاملة وحدة كان قد خُلِق.
أتعلم, أحبك الآن قدر حبى لك منذ وقتها.
بقدر الحب ذاته و طعمه الذى يتبدل مع الأيام, كلما ذاب فيه من القلب و الوجدان راقة.
يصير الحب مع الزمن أقدم و أحلى, يألف الزمن فلا يهابه, و يقف أمامنا كصد منيع رغم طوفان الأيام الذى لا يهدأ ونختبئ به و يحتوينا و لا يخذلنا أبدًا.
منذ صار حبك هنا كالمدى و صرت أنا بداخله لم أعد أخاف.

أكتب إليكَ اليوم و أتذكر كيف مر هذا العام بدونك, كيف كان الشوق غاضبًا من الفراق فلم يجد إياىّ يعذبها و كأننى السبب.
الشوق لا يُحب أن يوجد, و إن وُجِد فإنه لا يحب أن يكون هينًا.
ربما مسكين لا يعرف إلا أن يكون هكذا, ربما لهذا لا يحب أن يجئ.
يعلم أنه فتّاك, يدرى أن القلوب العاشقة لينة لن تصمد أمامه, يدرى أنه سيهشمها و لأنه يدرى لا يحب أن يجئ و لأنه يجئ فلا يفعل بنا إلا الأفاعيل.
و للشوق جيوش و عتاد, و كأنه وحده لا يكفى!
تتواطأ معه الأيام و لا تمر, و السعادة و لا تأتى, و الطعوم و تختلف.
يصمت الجميع رغم الشفاة التى لا تثبت, و تخرس الحياة رغم سرعتها القاتلة, و تقف عندك وحدك رغم أنها لا تهدأ أبدًا.
و يصيبك الشوق فلا يبين لك منه براء أبدًا.
وكأن كل هذا لا يكفى, و كأنه يُحتَمل أن تكون لأيام الشوق ليالٍ.
الليالى بطبعها قاتلة, تحب أن تكون موحشة, تتفنن فى طرد النوم.
الليالى بطبعها قاتلة, تحب أن تكون خبيثة, حتى إذا جاءك النوم بعثت إليك بالنوم كئيبًا خربًا فتعزفه من تلقاء نفسك.
و كان حُبك سندى حتى و أنت بعيدًا, كان شوقى يتنحى احترامًا فيتركنى أهنأ بك مرات استمع فيها إلى صوتك يأتينى عبر قارتين, و أحيانًا أقرأ لك كلامًا مقتضبًا أحبه فيواسينى.
كنت أحبك حَبًا بمرارة الفراق و أمل اللقاء.

حبيبى ..
أكتبُ إليكَ اليوم و أنا أنعم بقربك.
و حُبى لك و حبك صارا شيئًا جميلًا بداخلى.
لم نعد أنا و أنت. صرنا جميعًا.
كنت مفردة و أتيت لتتوجنى لديك العالمين.
حبيبى..
فى اليوم الذى اخترتنى لأعبأ وحدى بيوم ميلادك, كيوم عيدى.
يومًا أؤرخ عليه أيامى, و أنتظره لنسعد بقدومك حياتنا.
هو يوم ميلادى أنا.
حبيبى..
دُم لى هُنا, رجلًا, حبيبًا, زوجًا و أبًا.
و أعدك بكل عام أهديك جُل ما أملك, أُهديك كلمات.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق